دع القلق وابدأ التدوين.. خمسون سببًا يدفعك لبدء التدوين
بقلم: واثق الشويطر
- لتعلّم المزيد
قد يكون من الغرابة أن نتحدّث عن التدوين والتعلّم، لأنك في هذه الحالة، حالة التدوين، تبدو أنك المعلِّم. لكن الأمر ليس كذلك. فإن أحد أهم وسائل التعلّم هو تعليمه للآخرين، ومثل هذا موجود في تقنية فاينمان، وهناك تقنية تنقيح الأخطاء البرمجية بالحديث إلى البطة المطاطية لحل المشاكل التي تواجهك. فتلكن تدويناتك هي بطتك المطاطية، وهي وسيلتك للتفكير بصوت عالٍ، وتعلّم المزيد.
- العلاج بالكتابة
أذكر أنني كنت حانقًا من أحدهم يومًا ما بسبب تعليق عنصري بغيض منه. في المساء كتبت مقالًا عليه، وكان المقال مكتوبًا بشكل عام بطريقة لا تشير إلى شخصه، وأرحت قلبي بعدما كتبته. وكم من مدوّن كتب وأفرغ صدره وارتاح، وتعالج بالكتابة.
- إثراء المحتوى
بين الفترة والأخرى، يطّل علينا أحدهم شاكيًا من ضعف المحتوى العربي على الإنترنت. والحل لهذا الموضوع يكمن في شيء واحد فقط بعيدًا عن النياح: إثراء المحتوى، وأحد أهم ركائز إثراء المحتوى: التدوين، ولهذا: بدلًا من لعن ضعف المحتوى العربي، اكتب تدوينة.
- مكان واحد تجمع فيه أعمالك المتناثرة على الإنترنت
إذا كان لديك منشورات مميزة على فيس بوك، وسلاسل تغريدات تستحق النشر، ومقالات بصيغة pdf أو doc مرمية هنا وهناك، ومجموعات من بنات أفكارك منثورة في أنحاء الإنترنت. يمكنك جمعها في مدونة لجمع (تراثك) أولًا، وللتسهيل على المتابعين لمحتواك أن يصلوا إليه في مكان واحد ومنظّم. وكم من مشارك مميّز على مواقع التواصل يكتب منشورًا جميلًا أو سلسلة تغريدات رائعة، وصوت في داخلي يقول: “ثكلتك أمك، انقلها في تدوينة”.
- الحرية والاستقلالية بعيدًا عن الشبكات الاجتماعية
ماذا لو استيقظت في يوم ما، يوم مشرق وجميل وإذا بك تفتح موقع التواصل المفضل لك فتجد حسابك محذوف، أو مخترق، أو لأن حكومتك العصماء حظرت هذا الموقع على المواطنين، أو بسبب عقوبة خرقاء على بلدك تقتضي منع هذا الموقع أو ذاك عقابًا لدولتك. وكما قال بنو الأصفر: "لا تضع البيض كله في سلة واحدة”. كل ما ذكرتُ سابقًا لم يكن من قبيل الافتراض بل هي أمثلة واقعية تمامًا.
- بناء مجتمع على الإنترنت
كثير من المجتمعات الرقمية على الإنترنت كانت شرارتها مدونة أو سيل من التدوينات، على سبيل المثال، كانت تدوينات الصديق محمود عبدربه عن الكتابة لتجربة المستخدم مقدمة للمنصة المتخصصة والأولى من نوعها عربيًا في مجال الكتابة لتجربة المستخدم، وهي منصّة تعلّم الكتابة لتجربة المستخدم.
- الحصول على وظيفة
فضلًا عن أن التدوين الجيّد عمل قائم بذاته ويعمل به من الأصدقاء هادي الأحمد ومحمد طارق الموصللي وسارة شهيد (من بين العديد من الأشياء التي يعملون بها)، إلا أن التدوين قد يوفّر لك وظيفة في المجال الذي تدوّن عنه، ويمكنكم قراءة تجربة الصديق عيسى بوكرن وكيف ساعده التدوين في العمل في شركة حسوب.
- صياغة الأفكار وبلورتها
الكتابة ليست نقل الموضوع من الرأس إلى الكرّاس، لأن الأفكار ما دامت في الذهن ولم تنقل على هيئة كلمات فهي هائمة مشوّشة غير واضحة المعالم. الأفكار حبيسة الذهن أقرب للعدم منها إلى الوجود. الكتابة تصقل الأفكار وتشارك في صياغة الأفكار، والتدوين أحد أهم قنوات نشر الكتابة، إضافة إلى النقاش والتأييد (وربما المخالفة) لتدويناتك مما سيثري الأفكار ويحسّنها للقارئ والمدوّن على حد سواء.
- مراجعة الكتب
للكتب والقراءة محبّون كثر، ومن يحبّون شيئًا ما فإنهم يتحدثون عنه ويكتبون عنه، ومراجعات الكتب من أهم تصنيفات التدوين، والالتزام في كتابة مراجعات للكتب يدفعك للالتزام بقراءة المزيد من الكتب. ومن أهم التدوينات العزيزة إليّ تدويناتي عن الكتب.
- الكتابة عن هوايتك
لو كنت تهوى رياضة الدراجات الهوائية مثل محمود عبدربه أو كنت تهوى الحواسيب القديمة والغريبة مثل عبدالله المهيري فقد تكون هذه أحد أهم مصادر الإلهام التدوينية، وقد تتفاجأ بالكثير من الناس الذين يشاركونك نفس الاهتمام.
- الكتابة عن تجاربك المختلفة
كل إنسان في هذه الدنيا لديه تجربة مختلفة، سواء كان إصابتك بفيروس كورونا كما وثّق ذلك فؤاد الفرحان شفاه الله وجميع القراء، أو كانت تجربة حياتية قاسية مثل تجربة محمد ديوب في العمل على الإنترنت والترجمة من الجوال، أو تجربة فشل قد تعلمت منها مثل تجربة حسام عبد في تأسيس شركة ناشئة عاشت ثلاث سنوات وفشلت. تذكر أن للجميع تجارب حياتية مختلفة والكثير منها تستحق أن تروى.
- التدوين مصنع المؤلفين
تقول الحكمة المعروفة أن “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة”، وفعلًا، فالمؤلفين الكبار (عدا استثناءات لا يقاس عليها) بدأوا بكتابات صغيرة وبسيطة وانتقلوا بعدها إلى مشاريع الكتابة الكبيرة. على الأرجح أنهم بدأوا في الكتابة في الصحف والمجلات وانتقلوا بعدها لكتابة مؤلفاتهم الخاصة. والمدونات اليوم سهّلت المهمة كثيرًا لكل من عانى من تعنّت المحررين في الصحف والمجلات وصرامتهم في مواضيع الكتابة وأساليبها، وأتاحت المدونات فرصة لكل من يريد الكتابة.
سيساعدك التدوين على مشوار تأليف الكتب ذات مئات الصفحات، وستجد كتابتك تُصقل بفعل النقاش والقراءة والبحث، وستعرف مقدرتك الحقيقية على التأليف ولك في هؤلاء المدونين وغيرهم مثالًا يُحتذى: هادي الأحمد صاحب كتيب “تعلم التدوين من الصفر” ورواية “حافة العالم” وغيرها، وعامر حريري صاحب رواية “حكايا رحمي فؤاد” ومجموعة قصصية “يوم كنا نمشي على الطريق”، وأحمد أبو زيد صاحب كتابي: “أوبنتو ببساطة” و”دليل البرمجيات الحرة”، ويونس بن عمارة صاحب رواية “إيفيانا بسكال” وكتاب “لو كان كافكا يحمل هاتفًا نقّالًا” وغيرها، ومحمد طارق الموصللي صاحب رواية “سياحة إجبارية”، وغيرهم الكثير.
يا كاتب المستقبل، ابدأ مشوار الألف صفحة بتدوينة!
- التسويق بالمحتوى
أحد أعظم استراتيجيات التسويق حاليًا هو التسويق بالمحتوى، ويعني ضخ محتوى مفيد على الإنترنت، وهذا سيكسب ثقة كثير من الزوار جرّاء تقديرهم لهذا المحتوى، ومن السهل حينها تحويلهم إلى زبائن أوفياء، وفي هذا سيكون أكبر ترويج لمنتجاتك سواء الرقمية أو الماديّة. وفي هذه التدوينة تطلعنا سارة شهيدة على تدوينة “الدليل الشامل في التسويق بالمحتوى”.
- مقدمة لشيء أكبر
قد تكون التدوينات بداية لتأليف كتاب كما أسلفنا الذكر، أو شرارة لبدء مشروع، أو مقدمة لخدمات مدفوعة ستقدمها للزبائن، كالترجمة أو التدوين أو التحسين لمحركات البحث. التدوين قد يكون البداية، وما يأتي لاحقًا تاريخ تتناقله الألسن والأقلام..
- سبب آخر لتنظيم الوقت
قد يكون من التناقض والمبالغة الحديث عن أن التدوين يساعد على تنظيم الوقت، لكن الأمر كذلك! الالتزام بأمر ما يفيدك سيحسّن من إحساسك بالوقت وسيعيد ترتيب أولوياتك. إليك هذه التدوينة الرائعة من العنود “استراحة محارب: ماذا بعد التدوين لمدة ٥٠ أسبوع متواصلة؟”.
- لتحسين مهارتك التقنية
التدوين لن يعلمك الكتابة وحسب، بل سيفتح أبوابًا لتعلّم تحسين موقعك في محركات البحث، والتعامل مع أنظمة إدارة المحتوى مثل ووردبريس أو بلوجر، واختيار الكلمات المفتاحية، والقوالب، ومواقع مشاركة روابط تدويناتك، وإحصاءات جوجل، وجوجل أدسنس وتقييم أليكسا ورفع مهاراتك في البحث على الإنترنت وغيرها الكثير. أرجوك ألا تفزع من كل هذه التقنيات. ستتعلمها عند الحاجة إليها وستتسع مهاراتك التقنية وستتفوق على أقرانك (غير التقنيين).
- للتعرف على أصدقاء من أماكن بعيدة.. وربما زوجة!
تعرّفتُ -شخصيًا- على العديد من الأصدقاء الافتراضيين من كل أبناء الوطن العربي بل ومن أنحاء العالم (الناطقين بالعربية)، تعرفتُ على بعضهم كوني قارئ لتدويناتهم وتعرفت على آخرين بسبب زيارتهم تدويناتي. كان محور التعارف مبنيًا على الاهتمامات المشتركة وهذا عظيم جدًا ومن أحسن ما يُتعارف به. هناك مدوّن جميل تعرّف على زوجته من خلال مدونته. هذا المدوّن مؤسس موقع الفهرست للتدوين.
دوّن، ولا تخف -بعدها- من العزلة أو العزوبية ;)
- مكان لنشر أعمالك الفنية
لو كنت رسامًا، أو مصممًا، أو فنانًا، فإن أحد أفضل الأماكن لعرض أعمالك وتقديم معرض أعمالك هي مدونتك، لا أتحدث عن عرض أعمالك فقط، ولكن عن عرضها على هيئة تدوينة والكتابة عنها، وهذه أمثلة عنها من مدونات: عزت، وعصام حمود، وSasini ومجلة المدنية.
- لتغيّر حياة أحدهم
لقد صار تغيير حياتك أنت -أيها المدوّن- مفروغًا منه، ولكن تغيير حياة الآخرين أمر لا شك فيه، وتأثير الفراشة العابر للحدود حقيقي. نصيحتك أو إجاباتك أو تجاربك قد تفيد الكثير من الناس وقد تتلقى الكثير من الشكر والعرفان مقابل تدويناتك. أحد الأصدقاء أخبرني أنه حصل على خمسين دولارًا لأنني وضعت رابط مدونته في قائمتي للمدونات العربية الشخصية.
- لتحسين مستواك في الكتابة في المجال الأكاديمي
من المعلوم أن أحد أهم المهارات التي ستجنيها من الدراسة الأكاديمية بمختلف مراحلها هي: مهارة الكتابة، وكلما تقدّمت في سلّم الدراسة الأكاديمية احتجت إلى مهارة الكتابة احتياجًا ماسًّا؛ لأن أطروحتك في الماجستير والدكتوراه لن تخلو من كتابة بحثية كبيرة ومعمقة، وأحد أكثر ما يعينك على الكتابة الجيدة في الأبحاث الأكاديمية أن تكتب تدوينات تصقل هذه المهارة وتؤهلك لمهمتك الأكاديمية، وكم هو معيب بحق بعض الأكاديميين شديدي الضعف في أسلوبهم الكتابي بل وقد يخطئون أخطاء في غاية السذاجة مما يستحي منها الطالب العادي فضلًا عمّن سواه. وهناك على الطرف النقيض له أكاديميين لا تفهم من كتابتهم صرفًا ولا نصرًا، وكأنهم يكتبون طلاسم وأحاجٍ لا يفهمها معظم الناس. التدوين يخلّص الأكاديميين من هذا المزلق، بحيث يقتربون في كتابتهم من الجمهور ويقرّبون لغتهم وأسلوبهم كي يفهمه أكبر عدد من الناس وبذلك يؤثّر الأكاديميون في واقع الحياة وينزلون كتاباتهم من أبراجها العاجية إلى مستوى العامّة حتى يرتقوا بالثقافة العامة ككل وهذا هو المطلوب. وأمثلة على مدونات الأكاديميين: بلال عبدالهادي، وفهد المطيري، وسليمان السويلم، وفارس القنيعير، ومدحت الطويل. وسلطان العامر، ومازن مليباري وغيرهم.
بالمجمل، التدوين يرفع مستوى كتابة الأكاديميين، ويخلصهم من الأخطاء الساذجة، ويعينهم على التخلص من التشدّق والحذلقة الكتابية.
- نسخة احتياطية لأعمالك
لديّ بعض الملفات النصية في حاسوبي الجديد وجزء آخر من الكتابات في حاسوبي القديم. كذلك كتبتُ نصوصًا مبعثرة في حسابتي على التواصل الاجتماعي وحسوب IO وQuora وغيرها. كما أن لدي بعض الكتابات المتفرقة على الورق والجوال، ولهذا فأنا أنقل لمدونتي الأمور التي أراها جديرة بالحفظ، وعندما أرجع إليها أو أنشر رابطها فأنا أنشر رابط التدوينة في مدونتي فهذا أسهل لي وللآخرين.
- لتبني قضية ما
إذا كنت تؤمن بقضية عادلة فالتدوين مناسب جدًا للدفاع عن هذه القضية العادلة وتوثيقها وأرشفتها. الاقتصار على مواقع التواصل تسليم لرقبة القضايا العادلة لتلك الشركات، وقد تمحو المشاركات الخاصة بتلك القضايا بلمح البصر بمبرر أو بغيره. جدير بالذكر حذف الكثير من الصفحات الفلسطينية والتي تدافع عنها في فيس بوك، ويمكن توقّع مثل هذا في أي موقع تواصل اجتماعي. وجود مدونة قائمة بذاتها تدافع عن القضايا العادلة أساسي لاستمرار الحراك بشأنها. ووجود تدوين خارج مواقع التواصل مهم للإشارة المرجعية الأسهل والأدْوَم للمحطات الرئيسية لهذه القضايا والذي قد يصعب في مواقع التواصل الاجتماعي، وكما أن مواقع التواصل قد تخلق جزرًا معزولة عن بعضها بحسب اهتمامات كل حساب وهذا ما يصعب الوصول لأكبر قدر من الناس بدون مدونة منفصلة. وعلى سبيل المثال للتدوين من أجل قضايا مجتمعية: مدونة “بلا فرنسية” على الرغم من أن صاحبها خالف نصيحتنا متوقفًا عن التدوين لصالح مواقع التواصل الاجتماعي.
- مرجع لروابط ومواقع وأفكار يمكنك العودة لها لاحقا
هناك سلسلة من التدوينات ابتدأها المدون عبدالله المهيري يشارك فيها مجموعة من الروابط التي أثارت اهتمامه في الفترة السابقة. أحيانًا قد يعلّق على بعض الروابط وفي أحيان أخرى يضعها كما هي. هذا الأسلوب من التدوين جذبني شخصيًا حتى أستمر بالتدوين رغم عدم وجود خيط ناظم لكل من الروابط والنصوص المتفرقة التي سأجمعها في تدوينة واحدة، وأسميت هذا النمط بالتسمية النمطية “من هنا وهناك”، وكذلك المدوّن فرزت الشياح يدوّن على هذا النمط مسميًا تدوينات هذا التصنيف “متفرقات”.
- لجني المال
سواء كنت تريد وظيفة أفضل أو الحصول على عائدات الإعلانات، أو العمل مدوّنًا كما ذكرنا سابقًا، أو إنشاء مساق تعليمي متكئًا على محتوى يثق فيه المستخدمون، أو البدء في رحلة العمل الحر، أو حجز الاستشارات المدفوعة، أو إنشاء متجر إلكتروني، أو الترويج لأعمالك، ففي كل الأحوال سيساعدك التدوين في الحصول على المال بشكل مباشر أو غير مباشر.
- لأرشفة مواضيع مهمة فقدت أو يصعب الحصول عليها
لأسباب كثيرة، قد تضيع بعض المواقع أو المدونات لأن أصحابها تركوها مثل موقع coders-talk أو بسبب وفاة أصحابها كوفاة يوغرطة بن علي رحمه الله، ذلك المبرمج والمدون العظيم في المجلة التقنية وغيرها، وقد أرشفت مدونة المجلة. هذا أحد أسباب إنشاء مدونات جديدة تحفظ تلك المدونات وتحفظها من الضياع وتمكن الناس من البحث عنها والاستفادة منها مما لا يوفره موقع Archive الذي يحفظ المواقع بطريقة بدائية بدون القدرة على الوصول إليها من محركات البحث.
- لكي تظهر بوصفك أحد خبراء مجالك
عندما تكتب في موضوع ما، كتابات معمقّة ومتواصلة فأنت هنا تقدم نفسك خبيرًا في هذا المجال ويمكنك الاستفادة من هذه الموثوقية في جني المال كما ذكرنا في نقطة سابقة، أو في تصحيح مفاهيم خاصة بمجالك وتثقيف الآخرين بهذا المجال والإجابة عن أسئلتهم. بدون تدوين سيصعب عليك ذلك.
- منفذًا لمشاركة كتاباتك مع العالم إذا كنت تكره مواقع التواصل الاجتماعي
يزداد السخط شيئًا فشيئًا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إضاعتها للوقت وأنها تجرّك لمهاترات واستنزاف ذهني ونفسي شديد. لهذا فقد تدّون تجربتك للبعد عن فيس بوك كما فعل هشام فرج، أو قد تكون مدوّنًا تكتب بهدوء وليس لك حساب اجتماعي معروف كعلي الصباح صاحب مدونة قهوة سوداء.
- وصف تجربتك في العمل لدى جهة ما أو في إطلاق منتج أو تجربته
لقد كان تطبيق أنا من حسوب محظوظًا، فقد دّون عنه صاحب الشركة المطورة عبدالمهيمن الآغا، ودوّن عنه أحد فريق التطوير عيسى بوكرن، ودّون عنه سفر عيّاد مراجعة للتطبيق بعد استخدامه، ودوّن عنه ثمود بن محفوظ في وصفه لخارطة شركة حسوب من أعلى. كل هؤلاء دوّنوا تجربتهم من وجهات نظر مختلفة ومنحوا القرّاء الصورة الكاملة أو جزء منها. ترى، كم هي الأعمال والمشاريع التي جربتها أو عملت بها وتستحق التدوين؟
- لمشاركة اهتماماتك غير الشائعة
في هذه المدوّنة يشاركنا فوّاز العتل اهتمامه بالثقافة المالية والادخار والتخطيط المالي، على الرغم من أن هذا الموضوع غير شائع إلا أنه غاية في الأهمية. وكذلك يشاركنا عبدالله المهيري مدونته الطريق الأبسط للحديث أكثر عن البساطة. وعبدالرحمن خلوف يشاركنا مدونة خاصة بألعاب الفيديو، وغيرهم كثير.
- مكانا لمشاركة القراء مسودّات كتابك
في كثير من المدونات، تجد المدونين يشاركون قراءهم المخلصين مسوّدات كتبهم وبعد تنقيح وتعديل يأتي من القراء يتحسن أسلوب الكتاب ومضمونه. وأقصد بالقراءة المخلصين الذين يسجلون بُرُدهم الإلكترونية عند المدوّن، وبهذا يضمن اهتمامًا عاليًا من القرّاء بمسودته ويضمن كذلك عدم تبعثر مسوداته في الأرجاء قبل نشر النسخة النهائية، ومدونة تركي فهد أحد الأمثلة على ذلك.
وهناك آخرون ينشرون مسوداتهم في مدوناتهم كسلطان العامر وسلمى الهلالي.
- مكان لوضع دروسك التعليمية أو ملفات دروسك
هناك الكثير من المدونات المتخصصة في الدروس التعليمية، والمدونات -بطبيعة الحال- مكان أكثر من رائع لكتابة الدروس التعليمية وحتى لمن ينشر دروسه في منصات فيديو كيوتيوب مثلًا، فهناك فائدة لكتابة الملاحظات الشخصية والروابط المهمة والملفات في المدونة. يمكنك كتابة دروس عن جافاسكريبت مثل محمد فواز عرابي، أو عن تطوير أندرويد مثل عبدالله الحازمي، أو الحصول على ترتيب بحث أعلى على موقع يوتيوب كما كتب أندرو عزمي، أو دروس في النحو والإملاء مثل محمود قحطان، أو دروس في ووردبريس مثل سعيد البقالي، أو درس في معالجة الإشارة مثل سليمان السويلم، أو دروس في محرر إيماكس مثل طريف مندو، أو دروس في إطار عمل لارافل مثل خولة الشح، أو تحليل البيانات مثل ما كُتب على مدونة المحلل العربي. يمكنك كتابة الدروس في مدونتك عن أي شيء تقريبًا.
- مكان تمارس فيه الكتابة سواء بلغتك أو بلغة أخرى
إذا كنت تتعلم لغة أخرى فما المانع من كتابة تدوينات بتلك اللغة، كتبت بعض التدوينات الإنجليزية رغم أن مستواي كان ضعيفًا ولا زال :)، ولكن ما المانع من ذلك. فقد تستفيد من الكتابة بتلك اللغة بجلب زبائن من حول العالم وتعلم تجارب ثرية، ومع ذلك فأنا أقف مع التركيز الأكبر على التدوين بالعربية حتى تفيد مجتمعك المحلي أكثر. الصديق محمد هاني صباغ لديه مدونته الشخصية ومدونة تقنية عربية ومدونة تقنية إنجليزية وقد شارك تجربته في صناعة المحتوى بالإنجليزية وكانت تجربة ثرية حقًا، وربنا يزيد ويبارك :).
- مكان لتدوين مشاركتك الأدبية
على الرغم من أن مجتمع المدونين لا يحبذ النصوص الأدبية، ولكن ما المانع من الكتابة الأدبية في مدونتك أو مدونات عامة، فقد تكون نواة لكتب كما ذكرنا في نقطة “التدوين مصنع المدونين”. وسواء كانت قصائد شعرية كما نشرت أنا بعضًا من قصائدي المتواضعة، أو قصص قصيرة كما كتب ناصر بري، أو من أدب الرحلات كما كتب جمال عمارة، أو ترجمات أدبية كما ترجم أحمد شافعي أو كما ترجم علي الصباح صاحب مدونة قهوة سوداء.
- لتصحيح الصورة المغلوطة عنك (لو وجدت)
وذلك بإنشاء مدونة تجعل ما تريد أن تقوله يظهر أولا في محرك البحث، والحقيقة أن هذه الفكرة قد تبدو افتراضية وليست ذا جدوى، ولكنني وجدت أحد المشاهير المتهمين بتهم تحرش جنسي وقضيّته معلّقة في المحكمة كانت مدونته هي نافذته للدفاع عن نفسه أمام هذه التهمة الخطيرة التي أودت بسمعته وتجربته إلى الحضيض، ومهما يكن أمره فوجود مدونة تصحح فيها الصورة المغلوطة عنك وتدافع فيها عن نفسك (أو من تمثّلهم) لهو أمر في غاية الأهمية في ظل وجود مواقع تواصل اجتماعي قد تحذف حسابك بلمح البصر كما حُذف حساب تويتر الخاص بالمدوّن محمد بدوي بدون وجه حق، وقد فصّل ذلك في تدوينة عن هذا الموضوع وغيره.
- كي تشارك برمجية في مدونتك
لو كنت مبرمجًا أو طلبت خدمات أحد المبرمجين فأنت تستطيع بناء (سكربت برمجي) يعمل شيئًا ما على مدونتك لأي هدف تريده، ويصعب هذا بل يستحيل عمله على مواقع الآخرين. ولك في الأدوات البرمجية المحاسبية الموجودة في مدونة الاقتصادي عبدالله السلوم، وأداة تقسيم الراتب في موقع فواز العتل خير مثال على ما ذكرناه.
- لترتيب الروابط الذي تريدها بحسب رؤيتك لا بحسب المنصة
غالبًا، في مواقع التواصل الاجتماعي سيكون ترتيب المشاركات على حسب تاريخ نشر المشاركة، وفي أحسن الأحوال تستطيع تثبيت مشاركة واحدة في حسابك. ولكن في المدونات (خاصة الشخصية) لك مطلق الحرية في ترتيب مشاركاتك بحسب الموضوع أو بحسب تاريخ النشر أو بحسب الوسوم، وتستطيع وضع الروابط والأمور التي تريد أن تظهر في البداية بحسب رغبتك الخاصة، ونظرة إلى أي مدونة سيعرّفك على هذا، ولن أذكر مثالًا هنا لأن من أشكل المشكلات توضيح الواضحات.
- لتجميع بعض الأسئلة التي تردك باستمرار والإجابة عنها
قد تكون دكتورًا جامعيًا أو أيًا كان عملك، وتصلك أسئلة متكررة باستمرار فتقرر كتابة تدوينة للإجابة عن هذه الأسئلة والإشارة إلى التدوينة كلما تطلب الأمر، وفي هذا توفير للوقت والجهد وتعمق في الإجابة قد لا تستحضرها دائمًا. في هذه التدوينة يجيبنا الدكتور مازن مليباري عن سؤال يتردد عليه كثيرًا: "لماذا نتعلم الخوارزميات؟"
- للكتابة التفصيلية والمعمّقة عن أي موضوع تراه
تخيّل أن هذه التدوينات التي وصلت للغاية في الروعة والإبهار لا يمكن تركها في مواقع التواصل الاجتماعي بل هو من الإجحاف كتابتها في تلك الوسائط غير الملائمة. تدوينة “الأرض المسطحة” في مدونة روائع العلوم لمدحت الطويل (~5000 كلمة)، وتدوينة “الإعلان عن WebCeph في مدونة فواز لمحمد فواز عرابي (~12000 كلمة)، وتدوينة “«حمية الانتباه» ٤ خطوات عملية لاستعادة تركيزك – مقال مترجم لمارك مانسون” للعنود الزهراني (~ 4700كلمة)، أو في تدوينتي “فوائد من بودكاست كلام” (~23000 كلمة). هذا النوع من المحتوى الطويل والمعمق والذي تتخلله الصور لا يمكن نشره إلا في تدوينات أو في وسائط أرقى (كتب إلكترونية مثلًا).
- لكتابة شروح تتضمن أكواد برمجية أو مخططات بيانية كثيرة
فضلًا أن كتابة الدروس تتضمن قدرًا من الطول يفوق المشاركات الاعتيادية على مواقع التواصل فيجب كتابتها في تدوينات خاصة بها، يضاف إلى ذلك أن كتابة الأكواد البرمجية يتعذر بدون كتابتها على مدونات مع وجود إضافات خاصة لتنسيق الأكواد البرمجية، وبدون ذلك ستكون غاية في القبح والتشوّه. وتدوينات مثل هذه ما كان لها أن توجد بمثل هذا الجمال إلا بالمدونات: “بناء تطبيق موبايل من الصفر بواسطة React Native” من مدونة توتومينا، و”تحليل المباريات الدولية بين عام 1872 و 2018 (أكثر من 40,000 مباراة)” من مدونة عمار اليوسفي، و”الرسم بالرياضيات - منحنيات بيزييه” من مدونة المحلل العربي، و”نظرة على DotNet Core من خلال تصميم نظام حجوزات” من مدونة انفورماتيك.
- لإجراء حوار كتابي مع صديق لك أو شخص تظن أن كلامه سيفيد الآخرين
بدلًا من أن يكون الحوار حبيس الأدراج أو حبيس ذبذبات الهواء التي لا سبيل لاستعادتها، يمكنك كتابة تدوينة حوارية بينك من تظن أن كلامه سيفيد الآخرين. كتبت في مدونتي حوارين: الأول مع صديقي محمد المقبلي، والثاني مع صديقي محمد الحميدي. وهنا حوار مع المترجم يونس بن عمارة من مدونة طارق ناصر.
- التخلص من تسلّط المحررين في المواقع والصحف والحديث بحريّة
من جربوا الكتابة للصحف أو المجلات سيجدون بعض الشروط والتعنت من بعض المحررّين، وقد يكون معهم الحق في بعض الأحيان بحكم عملهم. في المدونات الشخصية تستطيع كتابة تدوينة من عدة أسطر كهذه التدوينة من الصديق علي الوشلي، أو هذه من مدونة صفحات صغيرة لعبدالله المهيري. هل رأيت شيئًا بهذه الحرية في صحيفة أو مجلة إلكترونية؟!
- للتعبير عن شخصيتك وأسلوبك
شكل المدونة، ألوانها، ترتيبها سيعبر عنك بشكل بآخر. هل تحب الاكتظاظ أو البساطة؟ ومهما يكن فشيء من شخصيتك سيظهر على مدونتك.
- للترويج لعملك على الإنترنت
إذا كنت تملك متجرًا إلكترونيًا أو موقع خدمات أو غيره فكتابة تدوينات عن هذا الموقع أو عن مواضيع قريبة منه سيصب في صالح العمل على الإنترنت. والأعمال التجارية سواء تلك الرقمية أو المحلية المادية علمت بأهمية هذا الأمر فأنشأت مدونات لهذا الغرض. ومن أمثلتها مدونة “زد للتجارة الإلكترونية”، ومدونة “مستقل”.
- المتعة! نعم، المتعة!
نعم، وللكتابة والتدوين لذة من لذائذ العلم، وتقع في الجهة المقابلة للذة القراءة. “ومن ذاق عرف”، “ومن كذّب جرّب”.
- تجربة مختلفة وتحدٍ جديد
والتحديات هي التي ترفع مستوى الإنسان وتخرج أفضل ما فيه. المدون محمد طارق الموصللي له رأي آخر. يرى أن قرار إنشائه لمدونته الشخصية أفضل قرار في حياته!
- أحد وسائل العمل من البيت، أو من الشارع!
لا أحد ينكر موجة العمل من البيت في هذه الأيام خصوصًا بعد وباء كورونا. قد يكون العمل من البيت حلم الكثير من الناس. ممن أعرف من المدونين الذين يعملون من البيت: سفر عياد، ومحمد حبش. وهناك رحالة متجولون في أرض الله ويدونون في أثناء رحلاتهم منهم: أسماء قدح.
- لكتابة يومياتك
هل تحب كتابة اليوميات؟ لم لا تكتتبها وتنشرها في مدونتك؟ المدوّن العزيز يونس بن عمارة يدون يومياته بدون انقطاع منذ أكثر من أكثر من عام، وهو أمر لو تعلمون عظيم. والصديق رياض فالحي يدوّن ويخبرنا عن مزرعته اليانعة.
- لاستعراض مهاراتك في البرمجة أو التصميم في مدونتك إن كنت من هاتين الفئتين.
في الأخير، المدونات تحتاج تصميمًا وبرمجة. معظم الناس سيتشرون راحتهم ويستخدمون قوالب وبرمجيات جاهزة وهذا كافٍ وجميل ولا شية فيه. ولكن المبرمجين والمصممين لأنها (مهنتهم) فقد تجد لمستهم في المدونة، فقد يكونون برمجوا مدونتهم من الصفر مثل مدونتي ومدونة سليمان السويلم ومدونات أخرى، وفي جانب المصممين أو أصحاب الحس الجمالي نجد لمستهم مثل عزت وحسام عبد وأنا مستقل لمحمد اليوسفي وSasini وغيرهم.
- للتأثير الإيجابي في المجتمع
التأثير الإيجابي لا يعني نشر التفاؤل الأبله وتخدير القراء والطبطبة على ظهورهم، بل هو مساعدة فاعلة لتحسين الواقع إما بتأسيس الوعي وتصحيح المفاهيم كما في المدونات التي تدافع عن القضايا العادلة، أو بتنمية المهارات كما تقوم به المدونات التعليمية، أو نشر قصص النجاح كما يكتب المدوّن المخضرم رءوف شبايك وليس هذا وحسب بل تحليل تلك القصص واستخلاص فوائدها. وحتى تجارب الفشل قد تساهم في التأثير الإيجابي للمجتمع كما ذُكر في تدوينة فراس اللو في إيقاف موقع بديل.
- لترجمة أمور مفيدة
وهذا ما يقوم به العديد من المدونين إما بترجمة بعض التدوينات المميزة في وسط تدويناتهم أو بتخصيص المدونة كاملة للتدوينات المترجمة كما يفعل المدون منير ربيع.
بعد هذا كلّه، أما آن لك أن تدوّن؟!
مدوّنة الفهرست هي جهد مجتمعي تطوعي نسعى من خلاله إلى تعزيز ثقافة التدوين في العالم العربي. اكتب معنا